
عندما تعتاد على روتين معين، ينتابك شعور بأنه حان الوقت لكي تقوم ببعض التغيير في حياتك، فتباشر عملية إعداد روتين جديد،
وتبحث عن الروتين الفريد الذي جعل بعض الأشخاص متميزين أو جعلهم أضفى على حياتهم شيئًا من التحسين، حتى تجده وتعمل
به، و تكتشف بأنه لا يناسبك، وربما قد أثر عليك سلبًا، وتستمر في هذه الحلقة المفرغة من البحث عن الروتين.
_ولكن لماذا؟_
في هذه المقالة، سوف ألخص لك تجربتي مع الروتين، وأذكر ما هي المفاهيم الخاطئة تجاهه.
اذا عرّفنا الروتين، سنقول بأنه نوعين:
نوعٌ تعمل به وتلتزم به باستمرار، وتكون مجبرًا عليه، كالذهاب إلى العمل أو الدراسة.
و النوع الثاني هو مجموعة من الأفعال اكتسبتها مع مرور الوقت عن طريق المحافظة والمواظبة عليها، وهذا هو موضوعنا.
في البداية دعنا نأخذ نبذه عن فوائد الروتين، وهي كثيرة، ولكن أذكر لك الأهم، من الفوائد أنك تعيش تجربة شيء جديد في حياتك،
ربما تقرر تعلم مهارة أو ممارسة رياضة أو قراءة كتاب، لهذه القرارات عوائد كثيرة، وربما لو طورتها ستصبح مصدر دخل لك.
ولكن كل إيجابي له قرين سلبي، فكما يوجد فوائد هنالك أضرار.
قد تخوض في رياضة ليست مناسبة لك وتتسبب بإصابات، أو تقرأ كتاب تخطأ فهمه فتأوله كما فهمت، فيكون عليك لا معك.
السبب يكمن في طريقة استخدامنا لهذا الروتين. الروتين ليس مجرد شي نكتبه ونعمل به، الروتين هو اداة إما تكون في صالحنا
وتبنينا، أو تكون ضدنا وتهدِمنا، يجب أن نتعلم كيف نستخدم الروتين بالشكل الصحيح بما يتوافق مع شخصيتنا و حياتنا اليومية.
وقبل أن أشرح لك كيف نكتب الروتين الصحيح، هنالك قواعد يجب أن تعمل بها قبل أن تطبق أو تكتب الروتين الخاص بك.
أولًا: انظر إلى محيطك وبيئتك جيدًا، وأعني بذلك، انظر إلى يومك وماذا تفعل خلاله، اذا كنت متخرج فمن المؤكد بأنه لديك وقت
فراغ كبير، لذلك استثمر كل ساعة في يومك، ولو كنت موظفًا فاستثمر كل فترة فراغ لديك.
كما ستسأل نفسك: ماذا تملك؟
هل لديك أي شيء تستفيد منه لتطبيق روتينك، ككتب أو أدوات رياضية؟
وآخرًا: ماذا تريد أن تغير بالضبط؟
هل تريد ان تتخلص من الاستخدام المفرط للهاتف؟ أو أن تزيد لياقتك البدنية؟
هذه القواعد عملت بها شخصيًا وكانت مفتاحي لكي أضع الروتين الصحيح، ولا شك أن لكل شخص قواعد أو أساليب خاصة، ولكن
الجميع يشترك في هذه القواعد.
*طريقة كتابة الروتين*:
أما الآن فنأتي إلى كتابة الروتين الصحيح، أحضر ورقة وقلم، ودوّن معي جيدًا ما سأقوله لك.
-ملاحظة-:
التوقيت الزمني لكل شخص يختلف حسب بيئته وأسلوب حياته، فتوقيت الطالب المتخرج مختلف عن الموظف، وتوقيت الموظف
مختلف عن توقيت الأب، لذلك كل ما أذكره هو من واقع تجربة شخص لديه وقت فراغ كبير.
فإن كنت خلاف ذلك، قم بفهم الفكرة والمبدأ، وطبق الروتين بما يتماشى مع حياتك.
١- كتابة الروتين تكون قبل النوم: هذه قاعدة أساسية اذا كنت تريد بناء روتين ممتاز، فخير نهاية ليومك هي التخطيط لغدك، حتى
تستيقظ مستعدًا وعارفًا لما عليك فعله، ولا تضيّع الساعات الأولى من يومك في التخطيط ووضع المهام.
٢- ابدأ صباحًا: أفضل وقت تباشر فيه عملك ومهامك هو الصباح، وخصوصًا من بعد الفجر، حيث جميع الناس نائمون، فروحك
هادئة، وعقلك على أهب الاستعداد لخوض أي رحلة، وجسمك بكامل نشاطه لبذل أي مجهود بدني، ولن تجد من يشغلك في ذلك الوقت.
٣- نوع المهام: وهي المهام التي سوف نقوم بها في الروتين، ويجب أن تكون كالتالي حتى نضمن روتين صحيح.
بدايةً، وهي افتتاحية اليوم، وتُسمى بـ(روتين الفجر):
•مهمة دينية: قراءة القران.
•مهمة عقلية : قراءة كتاب مفيد -تجنب القصص- .
•مهمة جسدية: الاستحمام، والتطيب إن أمكن.
•مهمة صحية: الإفطار، ويكون صحي.
*الأفضل أن تمشي على كتابة ثلاثة أو أربعة مهام لضمان الاستمرارية،
كما تجنب الشاشات في بداية اليوم.
ثم تدرج في الروتين، الدراسة، الاستراحة.
إلى أن تصل الى قبل النوم، تبدأ في وضع مهام خفيفة ومناسبة كالترفيه، الوتر، وقراءة القرآن الكريم.
كما تجنب استخدام الشاشات أيضًا عند النوم.
-سوف أرفق لكم صورة من روتيني كمثال، وهو يُضرَب ولا يُقاس- .
والسؤال الأهم: أيهما أفضل، كتابة الروتين بالورقة والقلم أم بالهاتف؟ ذكرت فيما تقدم من نقاط سابقة أنه لا ينبغي استخدام الهاتف
عند الاستيقاظ وعند بداية الروتين فجرًا.
نعلم أن كتابة الروتين على الهاتف توفر الوقت والاوراق والكثير، وهنالك برامج كثيرة لذلك، ولكن الكتابة على الورق مميزة جدا،
حيث تشعر بشعور الانجاز عند إكمال مهامك، والأهم إنها تقلل استخدام الهاتف أثناء اليوم.
لذلك من الأفضل أن تجعل هنالك دفتر مخصص لروتينك.
*الخاتمة*:
وقبل أن أختم هنالك نصائح وملاحظات سوف تجعل من روتينك شيئًا مميز في يومك.
•ضع تحدي خلال اليوم،
اكتب أهم المهام التي سوف تقوم بها، ويفضل أن تكون في قسم آخر من الروتين حتى تراها.
•ابدأ يومك بعادات حسنة، واختمه بأخرى كذلك، لا تفسد يومك في نهايته بعد إنجازات عدة خلاله.
•لا تنسى الراحة، فلنفسك عليك حقٌّ، اجعل بعضًا من وقتك للترفيه حتى تستطيع إكمال يومك وتحافظ على طاقتك.
•لا تستخدم الهاتف وقت الراحة أو وقت الدراسة أو حتى عند الأكل، لأنه يضيع عليك ساعات من يومك، فخصص وقت حتى
تستخدمه، ويُفضل أن تنهي يومك في الساعة 12:00 مساءًا بعادة دينية.
•في حال انك لم تستيقظ على الوقت الذي حددته وفاتك الكثير من الروتين، قم بترتيب أولوياتك بعمل أهم الأشياء كالدراسة وممارسة
الرياضة وغيرها أولًا، واترك ماهو أقل أهمية.
✍️ كتابة المقال: عبدالله حسين الرشدي
🔍 المراجعة والتدقيق اللغوي: حسن الصائغ