أبريل 2025

الفكر الخطى تجاه الروتين !

عندما تعتاد على روتين معين، ينتابك شعور بأنه حان الوقت لكي تقوم ببعض التغيير في حياتك، فتباشر عملية إعداد روتين جديد،  وتبحث عن الروتين الفريد الذي جعل بعض الأشخاص متميزين أو جعلهم أضفى على حياتهم شيئًا من التحسين، حتى تجده وتعمل  به، و تكتشف بأنه لا يناسبك، وربما قد أثر عليك سلبًا، وتستمر في هذه الحلقة المفرغة من البحث عن الروتين.  _ولكن لماذا؟_ في هذه المقالة، سوف ألخص لك تجربتي مع الروتين، وأذكر ما هي المفاهيم الخاطئة تجاهه.  اذا عرّفنا الروتين، سنقول بأنه نوعين: نوعٌ تعمل به وتلتزم به باستمرار، وتكون مجبرًا عليه، كالذهاب إلى العمل أو الدراسة.  و النوع الثاني هو مجموعة من الأفعال اكتسبتها مع مرور الوقت عن طريق المحافظة والمواظبة عليها، وهذا هو موضوعنا.  في البداية دعنا نأخذ نبذه عن فوائد الروتين، وهي كثيرة، ولكن أذكر لك الأهم، من الفوائد أنك تعيش تجربة شيء جديد في حياتك،  ربما تقرر تعلم مهارة أو ممارسة رياضة أو قراءة كتاب، لهذه القرارات عوائد كثيرة، وربما لو طورتها ستصبح مصدر دخل لك.  ولكن كل إيجابي له قرين سلبي، فكما يوجد فوائد هنالك أضرار.  قد تخوض في رياضة ليست مناسبة لك وتتسبب بإصابات، أو تقرأ كتاب تخطأ فهمه فتأوله كما فهمت، فيكون عليك لا معك.  السبب يكمن في طريقة استخدامنا لهذا الروتين. الروتين ليس مجرد شي نكتبه ونعمل به، الروتين هو اداة إما تكون في صالحنا  وتبنينا، أو تكون ضدنا وتهدِمنا، يجب أن نتعلم كيف نستخدم الروتين بالشكل الصحيح بما يتوافق مع شخصيتنا و حياتنا اليومية.  وقبل أن أشرح لك كيف نكتب الروتين الصحيح، هنالك قواعد يجب أن تعمل بها قبل أن تطبق أو تكتب الروتين الخاص بك.  أولًا: انظر إلى محيطك وبيئتك جيدًا، وأعني بذلك، انظر إلى يومك وماذا تفعل خلاله، اذا كنت متخرج فمن المؤكد بأنه لديك وقت  فراغ كبير، لذلك استثمر كل ساعة في يومك، ولو كنت موظفًا فاستثمر كل فترة فراغ لديك. كما  ستسأل نفسك: ماذا تملك؟ هل لديك أي شيء تستفيد منه لتطبيق روتينك، ككتب أو أدوات رياضية؟ وآخرًا: ماذا تريد أن تغير بالضبط؟  هل تريد ان تتخلص من الاستخدام المفرط للهاتف؟ أو أن تزيد لياقتك البدنية؟ هذه القواعد عملت بها شخصيًا وكانت مفتاحي لكي أضع الروتين الصحيح، ولا شك أن لكل شخص قواعد أو أساليب خاصة، ولكن  الجميع يشترك في هذه القواعد.  *طريقة كتابة الروتين*: أما الآن فنأتي إلى كتابة الروتين الصحيح، أحضر ورقة وقلم، ودوّن معي جيدًا ما سأقوله لك.  -ملاحظة-: التوقيت الزمني لكل شخص يختلف حسب بيئته وأسلوب حياته، فتوقيت الطالب المتخرج مختلف عن الموظف، وتوقيت الموظف  مختلف عن توقيت الأب، لذلك كل ما أذكره هو من واقع تجربة شخص لديه وقت فراغ كبير.  فإن كنت خلاف ذلك، قم بفهم الفكرة والمبدأ، وطبق الروتين بما يتماشى مع حياتك. ١- كتابة الروتين تكون قبل النوم: هذه قاعدة أساسية اذا كنت تريد بناء روتين ممتاز، فخير نهاية ليومك هي التخطيط لغدك، حتى  تستيقظ مستعدًا وعارفًا لما عليك فعله، ولا تضيّع الساعات الأولى من يومك في التخطيط ووضع المهام.  ٢- ابدأ صباحًا: أفضل وقت تباشر فيه عملك ومهامك هو الصباح، وخصوصًا من بعد الفجر، حيث جميع الناس نائمون، فروحك  هادئة، وعقلك على أهب الاستعداد لخوض أي رحلة، وجسمك بكامل نشاطه لبذل أي مجهود بدني، ولن تجد من يشغلك في ذلك الوقت.  ٣- نوع المهام: وهي المهام التي سوف نقوم بها في الروتين، ويجب أن تكون كالتالي حتى نضمن روتين صحيح.  بدايةً، وهي افتتاحية اليوم، وتُسمى بـ(روتين الفجر):  •مهمة دينية: قراءة القران.  •مهمة عقلية : قراءة كتاب مفيد -تجنب القصص- .  •مهمة جسدية: الاستحمام، والتطيب إن أمكن.  •مهمة صحية: الإفطار، ويكون صحي.  *الأفضل أن تمشي على كتابة ثلاثة أو أربعة مهام لضمان الاستمرارية، كما تجنب الشاشات في بداية اليوم.  ثم تدرج في الروتين، الدراسة، الاستراحة.  إلى أن تصل الى قبل النوم، تبدأ في وضع مهام خفيفة ومناسبة كالترفيه، الوتر، وقراءة القرآن الكريم.  كما تجنب استخدام الشاشات أيضًا عند النوم.  -سوف أرفق لكم صورة من روتيني كمثال، وهو يُضرَب ولا يُقاس- .  والسؤال الأهم: أيهما أفضل، كتابة الروتين بالورقة والقلم أم بالهاتف؟  ذكرت فيما تقدم من نقاط سابقة أنه لا ينبغي استخدام الهاتف  عند الاستيقاظ وعند بداية الروتين فجرًا.  نعلم أن كتابة الروتين على الهاتف توفر الوقت والاوراق والكثير، وهنالك برامج كثيرة لذلك، ولكن الكتابة على الورق مميزة جدا، حيث تشعر بشعور الانجاز عند إكمال مهامك، والأهم إنها تقلل استخدام الهاتف أثناء اليوم.  لذلك من الأفضل أن تجعل هنالك دفتر مخصص لروتينك.  *الخاتمة*: وقبل أن أختم هنالك نصائح وملاحظات سوف تجعل من روتينك شيئًا مميز في يومك. •ضع تحدي خلال اليوم، اكتب أهم المهام التي سوف تقوم بها، ويفضل أن تكون في قسم آخر من الروتين حتى تراها. •ابدأ يومك بعادات حسنة، واختمه بأخرى كذلك، لا تفسد يومك في نهايته بعد إنجازات عدة خلاله.  •لا تنسى الراحة، فلنفسك عليك حقٌّ، اجعل بعضًا من وقتك للترفيه حتى تستطيع إكمال يومك وتحافظ على طاقتك.  •لا تستخدم الهاتف وقت الراحة أو وقت الدراسة أو حتى عند الأكل، لأنه يضيع عليك ساعات من يومك، فخصص وقت حتى  تستخدمه، ويُفضل أن تنهي يومك في الساعة 12:00 مساءًا بعادة دينية.  •في حال انك لم تستيقظ على الوقت الذي حددته وفاتك الكثير من الروتين، قم بترتيب أولوياتك بعمل أهم الأشياء كالدراسة وممارسة  الرياضة وغيرها أولًا، واترك ماهو أقل أهمية.  ✍️ كتابة المقال: عبدالله حسين الرشدي🔍 المراجعة والتدقيق اللغوي: حسن الصائغ

الفكر الخطى تجاه الروتين ! قراءة المزيد »

تعفن الدماغ ، وتاثيرة على الشخص !

 إذا كنت تشعر بتشتت ذهني، وعدم قدرة على التركيز أثناء أداء مهامك اليومية أو حتى في محادثاتك مع الآخرين، فقد تكون مصابًا بحالة تُسمى “تعفن الدماغ”. وقد تم اختيار هذا المصطلح من قبل قاموس أكسفورد في عام 2024، بعد تصويت شمل أكثر من 37 ألف شخص حول العالم. ورغم أن الاسم قد يوحي للوهلة الأولى إلى تعفن مادي كتعفن الفواكه، إلا أنه في الحقيقة يُستخدم لوصف حالة عقلية معينة تؤثر سلبًا على القدرة الإدراكية. مصطلح “تعفن الدماغ” يعود إلى عام 1854م، عندما استخدمه الكاتب والفيلسوف هنري ديفيد ثورو في كتابه والدن، حيث وصف التراجع الفكري والمعرفي الذي كان يعيشه المجتمع في تلك الحقبة. كانت تلك الفترة تسبق اختراع الإنترنت، لكن ثورو تنبأ بما يمكن أن يؤدي إلى انحدار العقل والفكر في المجتمعات المعاصرة. في ذلك الوقت، كان يشير إلى مفهوم تعفنالدماغ كتحذير من ضياع الوقت في تكرار الأعمال العقيمة. اليوم، أصبح هذا المصطلح يرمز إلى الانغماس المفرط في المحتوى غير المفيد والتافه، الذي يُشاهد عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. أضرار تعفن الدماغ:  من أبرز الأضرار الناتجة عن تعفن الدماغ هي التدهور المعرفي والفكري. مع مرور الوقت، يتراجع مستوى الإدراك بشكل كبير، مما يضعف قدرة الشخص على التفريق بين الصواب والخطأ. تصبح القدرة على التفكير وحل المشكلات واتخاذ القرارات السليمة ضعيفة للغاية، والأخطر من ذلك هو الاستمرار في استهلاك المحتوى الفارغ. كل منصة من منصات التواصل الاجتماعي تسعى لجذب انتباهك لأطول فترة ممكنة بهدف زيادة أرباحها. بينما تعود هذه المنصات على المستخدمين بأضرار كبيرة، لا تظهر بشكل فوري، بل تتراكم تدريجيًا وتؤثر على التفكير والإدراك مع مرور الوقت. الفئاتالأكثرعرضة:  الأطفال والمراهقون هم الفئة الأكثر عرضة لتأثيرات تعفن الدماغ، حيث إنهم يقضون وقتًا كبيرًا في مشاهدة محتوى غير هادف أو مفيد. ومع تزايد الوقت الذي يقضونه في هذه الأنشطة، يصبح من الصعب عليهم التركيز على المهام الحياتية أو التفاعل مع العالم الواقعي بشكل فعال. هل يوجد علاج لتعفن الدماغ؟  قبل الحديث عن الحلول، من المهم أن نوضح نقطة هامة: التخلص من تعفن الدماغ لا يتطلب بالضرورة حذف منصات التواصل الاجتماعي تمامًا، وإنما الهدف الأساسي هو تقليل الاستخدام المفرط لهذه المنصات والابتعاد عن المحتوى غير الهادف. هذه صورة توضح لك بعض علاجات لتعفن الدماغ ، و الحلول كثيرة إن كانت لديك الرغبة في إحداث تغيير حقيقي في حياتك، يمكنك الاستفادة من منصات التواصل بشكل مفيد ومتوازن. لكن إذا كنت تفضل الاعتزال التام، ستجد أن تأثير هذا القرار على حياتك سيكون إيجابيًا. ستتمكن من التفكير بوضوح أكبر وتصبح أكثر وعيًا. حلول فعّالة للتقليل من تأثيرات تعفن الدماغ: الخاتمة:  لا تنسَ أن شركات التواصل الاجتماعي لا تهتم بصحتك العقلية أو الجسدية. كل ما يهمها هو المال، وكلما قضيت وقتًا أطول على منصاتها، زادت أرباحها. لذا، لا تجعل نفسك مجرد سلعة في يدهم، بل استغل وقتك في تطوير نفسك من خلال استهلاك محتوى هادف ومفيد. طوّر تفكيرك وشخصيتك، وحقق التوازن بين التسلية والإنتاجية في استخدامك للهاتف والإنترنت.

تعفن الدماغ ، وتاثيرة على الشخص ! قراءة المزيد »

قاعدة لتغيير حياتك !

كم من مرة سعينا لكي نكتسب عادة ولكن لم ننجح؟ او نحقق هدف ولم نجح، يصيبنا الاحباط في عدم النجاح، ونعتقد بأننا لن نفلح في التغيير من نمط حياتنا او نكتسب عادات او نحقق الاهداف . في هذا المقال؛ سوف نطبق ما ذكره جيمس كلير في كتابة العادات الذرية، والذي ينص بأنك تستطيع تحقيق اهدافك او عاداتك من خلال قاعدالدقيقتين. ولكن دعونا نعرف اسباب عدم تحقيق الاهداف او العادات ! ، إن من أسباب عدم تحقيق الهدف او اكتساب العادة! هو حماسك في البدايات و اعتقادك بأن هذا الحماس سوف يستمر  معك لفترة طويلة من الأمد. واكبر مثال لإشتعال الحماس، يكون إما عن طريق سماع مقطع تحفيزي ، في هذه اللحظة يكون مستوى الحماس في قمة الاشتعال وتبدأ في التخطيط لتغيير حياتك، ولكن بعد فترة قصيرة جدا يختفي مفعول هذا الحماس!، و ينتهي بك المطاف الى التوقف عن العمل و شعورك بالإحباط… كيف نستخدم قاعدة الدقيقتين ! ذكر لنا جيمس كلير الحل لكي نحقق أهدافنا و نكتسب العادات بشكل سهل ويسير، وهو من خلالقاعدةالدقيقتين، والتي تنص على انك تجعل وقت العادة لا يتجاوز الدقيقتين. على سبيل المثال: إذا كانت ممارسة الرياضة تأخذ منك نصف ساعة، فإنها تصبح ممارسة لمدة دقيقتين، او اذا تريد اكتساب عادة القراءة فإنك تقرأ لمدة دقيقتين، وهكذا تتدرج في  زيادة الوقت إلى أن تحقق هدفك أو تكتسب العادة . الغاية من هذه الطريقة هي أن تبدا بتحقيق هدفك او عاداتك بشكل سهل ويسير، ولا يخيل لك انه صعب جدا و يحتاج الى وقت او مجهود عالي . ولكي تتضح الفكرة، ضرب لنا الكاتب جيمس كلير مثال عن سباق الماراثون، فذكر أنه لكي تحقق هدفك في الفوز في سباق الماراثون يجب أن تقسمه إلى خمسة أهداف وهي : شديد السهولة – سهل – متوسط – صعب – شديد الصعوبة. في وهذه صورة توضح لك طريقة عمل الجدول بشكل مبسط: بالاضافة تحميل نسختك القابلة للطباعة  وهكذا فأنت تدرجت في مستويات الصعوبة لتحقيق هدفك ،فصار الأمر أسهل من لو أنك بدأت بالركض في سباق الماراثون كامل و بشكل مباشر ودون تدرج … وتذكر أن التخطيط والإتقان والتفاني في العمل، هو السبب الأول في استمرارك لتحقيق أهدافك، وما  قاعدة الدقيقتين إلا أداة تسهل عليك فعل ذلك، وهي أفضل طريقة تستخدمها في بداية رحلتك نحو أهدافك. اشترك في نشرتنا البريدية لتصلك أحدث المقالات أولاً بأول!

قاعدة لتغيير حياتك ! قراءة المزيد »

النشرة البريدية

اشترك في نشرتنا البريدية لتصلك أحدث المقالات أولاً بأول!

© جميع الحقوق محفوظة لعبد الله حسين الرشدي